أسئلة أفرحتني وأخرى أزعجتني

كي لا ننسى "شاهد على الاسر" للمحرر أسماعيل بخيت (2)

آخر تحديث:  09 سبتمبر, 2012 01:51 ص  قسم أقلام حرة

كي لا ننسى "شاهد على الاسر" للمحرر أسماعيل بخيت (2)

صورة أرشيفية للأسير "اسماعيل بخيت" التقطت له اثناء فترة الأعتقال

البراق - غزة 

بقلم المحرر : اسماعيل بخيت

 

 

كثيرا ما يوجهني سؤال متكرر (كيف كانت حياتك بالسجن, كيف استطعت ان تقضي فترتك الاعتقالية, هل كنت تشاهد التلفاز, هل كنت تأكل بشكل جيد, ما هي نوعية الاكل المقدم, هل كنتم تخرجون من الغرف, عندما كنت تمرض, كيف كانوا يتعاملون, وأسئلة عديدة كانت توجه لي, كبقية أصدقائي وزملائي الدين خرجوا بصفقة شاليط) وتلك الاسئلة أفرحتني وأزعجتني على حد سواء للأسباب عديدة أوردها بالتالي .


أولاً : لان شعبنا الرائع يهمه أمرنا (الاسرى), لأننا بالنسبة لهم نموذج صالح, يحتذى به, قوة المثال في التضحية والعطاء, دونما انتظار اي مقابل, لآننا من افنوا زهرات شبابهم داخل, تلك ( القبور والاكياس الحجرية والتي لا تعبر في محتواها الا عن صلف ونازية الاحتلال).

ولأننا وقبل اي شيء كنا وسنبقى, بل منحازين الى خيار الوحدة الوطنية, فنحن الاسرى من قدم وثيقة الوفاق الوطني, لأننا نعي خطورة بل مردوده السلبي على, على القضية الفلسطينية برمتها, والتاريخ وشعبنا الابي يدرك, بأننا لا نخشى لومة لائم في هدا السياق ( فلا عدر لمن أدرك الحقيقة وتخلى عنها).

وبالعودة الى موضوعنا أبهرني حجم التعاطف العظيم الدي لاقيناه أثناء خروجنا من المحبة, الاحتضان, الفرحة التي استشعرتها انا وبقية زملائي, عند دخولنا أرض غزة الحبيبة, وهنا لازماً بل واجب أخلاقيا ان اسجل الشكر بعد الله سبحانه وتعالى... الى رجال المقاومة وعلى رأسهم شهداء عملية (الوهم المتبدد) وصولا للذين حافظوا على داك الشاليط المزعوم .

ثانياً: ما أزعجني هو قلة المعرفة من شريحة ليست ببسيطة منشعبنا الابي, بواقع ومعاناة الحركة الاسيرة ( الهموم والاشكاليات) ىوالتفاصيل التي ذكرتها سابقاً, وهي الجزء البسيط .



وهذا الامر أُرجعه الى شقين هما :-

الشق الاول: دور التنظيمات والاحزاب والحركات والمؤسسات, التي تعنى بشؤون الاسرى, دونما استثناء, في عملية التوعية والتثقيف, فتلك المؤسسات والاحزاب والحركات, على طالع تام بهموم والاشكاليات التي, تعاني منها الحركة الاسيرة, فكان لازماً عليها ان تقوم بدورها, فهدا أقل واجباتها.


أما الشق الثاني:  وهو دور الاسرى الدين يتحررون, فهم قليلو الحديث, عن تجاربهم ومعاناتهم, وانا هنا واحد منهم, والأعذار هي كثيرة, والعزاء بل المبرر ( اننا لا نريد بان نتذكر الماضي, لما يحملهعلينا من أثر نفسي, ومعاناة....الخمتناسين ان على عاتقنا مسؤولية كبيرة والأمثلة هي كثيرة في هداالسياق, لكن علني أذكر بعضها (ما يسمى بغرف العصافير, وهي بحقيقة الامر غرف الخيانة والعار) قد أجزم ان الأغلبية مما اعتقلوا في انتفاضة الأقصى وقعوا ضحية لأولئك الخونة, حيث كانت الاعترافات من قبل المناضلين عند اولئك الخونة, طناً من انهم متواجدين لدى ابناء تنظيماتهم, وليس العكس من دلك .


وايضاً اريد أن أذكر وأعرف بمعاناة غرف العزل الانفرادي, وحجم المعاناة التي يمر بها منضالينا, أمثال حس سلامة, أحمد سعدات, عبدالله البرغوثي, عباس السيد, مروان البرغوثي وأخرين, فهل تعلموا أبناء شعبي بان خيرة وأنبل أبنائكم لا تتوفر لهم الحد الأدنى من شروط الحياة الانسانية, التي كفلتها كافة المواثيق الدولية بهذا السياق, والامثلة كثيرة, لكن أكتفي بهذا القدر بذلك المقال, ولنا لقاء لمن يهمه معرفة ومعاناة وواقع الحركة الاسيرة وهنا لابد من الاشارة انني اعبر عن وجهة نطري فقط .

 

الحقوق محفوظة للكاتب

 

 

 

إستطلاع رأي :

هل ماتت المصالحة أم مازالت حية ؟

تاريخ انتهاء الاستفتاء : 31/12/2018